الناطق الرسمي باسم الحكومة يُقدم تنويراً حول الأحداث المؤسفة بشرق البلاد والوضع الاقتصادي وجهود تنفيذ اتفاق السلام
في تصريحات صحفية لوزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأستاذ/ فيصل محمد صالح ذكر أنه ومنذ تعيين الولاة في يوليو الماضي حصلت حالة رفض لتعيين والي ولاية كسلا ووقعت مجموعة من الأحداث طوال هذه الفترة وظلت كافة أجهزة السلطة والدولة تعمل على معالجة هذا الإشكال من خلال الحوارات واللقاءات والمفاوضات مع كافة الأطراف ذات الصلة بشرق السودان ،وأن أجهزة الدولة ممثلة في مجلسا السيادة والوزراء بجانب قوي الحرية والتغيير بذلت جهودا كبيرة لتهدئة الأوضاع وحل هذه الإشكالات ، غير أن هنالك تصعيدا قد حدث نتيجة للتحريض القبلي الواسع طوال هذه الفترة وانتشار استخدام خطاب الكراهية والخطاب العنصري والتحريضي ، كما ان تدخل أطراف كثيرة بشكل مؤذي للتعايش السلمي والقبلي بين المكونات التي ظلت متعايشه منذ عشرات السنين دون حدوث اي فرقه أو اشكالات ،أدى إلى تفاقم الاحداث التي استغلها البعض استغلالا سياسياً في التصعيد القبيلي بين المكونات الاجتماعية.
وأوضح وزير الثقافة والإعلام أنه وبعد مرور فترة طويلة من التهدئة أصدر رئيس مجلس الوزراء د.عبدالله حمدوك قراراً بإقالة والي ولاية كسلا وقد تصاعدت الأحداث بعد ذلك بدء بولاية البحر الاحمر التى شهدت صدامات وتصعيد وتتريس للطرق في مدينتي بورتسودان وسواكن والطريق القومي في بورتسودان بجانب حدوث اشتباكات راح ضحيتها (٦) من الشهداء ، وابان أن السلطات الولائية والاجهزة بالبحر الاحمر تدخلت واستدعت قيادات مختلفة للحوار مما نتج عنه فتح الطرق وإزالة المتاريس وقد أعلن فرض حظر التجوال لمدة ثلاثة أيام .
واوضح وزير الثقافة والإعلام أن الأحداث انتقلت الى ولاية كسلا التي شهدت تعبئة منذ الامس للخروج للتظاهر ، مبيناً أن التوجيهات الصادرة للأجهزة الامنية بولايتي البحر الأحمر وكسلا تكفل احترام حق الجماهير في التظاهر السلمى مع الابتعاد عن المناطق الحيوية وتم احترام حق الجماهير في التظاهر السلمي ولم تحدث أية صدامات مباشرة إلا بعد أن هوجمت بعض المنشآت المهمة .
وأوضح الأستاذ/ فيصل أن ولاية كسلا اليوم شهدت تظاهرات كبيرة قامت الأجهزة الأمنية بحمايتها وتأمينها حتى وصلت إلى ميدان الجمهورية وقد شهدت مخاطبات وكانت هنالك تفاهمات مع القيادات بفض الجمع عقب المخاطبات ، موضحاً أن هنالك مجموعات توجهت إلى أمانة الحكومة لاحتلالها واحتلال الكبري ، وأن القوات المشتركة المكونة من الجيش والشرطة والدعم السريع قد تدخلت لحماية المنشآت ، مشيراً إلى وجود وكلاء النيابة المصاحبين لتلك القوات والذين لديهم التفويض للتصريح بحجم القوة التى يمكن استخدامها في حالات الخطر أو غيره ،موضحاً حدوث اشتباكات راح ضحيتها (٨) أشخاص في كسلا (٧) منهم من المدنيين وواحد من أفراد القوة المشتركة قتل برصاص من مكان ما ، حيث ترحم وزير الثقافة والإعلام على أرواح الضحايا وتقدم بواجب العزاء لاسرهم .
وأوضح الناطق الرسمي أنه ومنذ صدور قرار إقالة والى كسلا هنالك اجتماعات ولقاءات مستمرة يقوم بها مجلسا السيادة والوزراء مع مختلف الأطراف في الولاية فضلا ً عن التواصل مع قوي الحرية والتغيير لامتصاص التوترات والآثار السلبية لما حدث في إقليم شرق السودان .
وأكد وزير الثقافة والإعلام حرص الحكومة على احترام حق التجمع والتظاهر السلمي باعتباره حق أصيل انتزعته الجماهير من خلال ثورة ديسمبر المجيدة ، مؤكداً أيضاً حرص الحكومة والأجهزة المختلفة على حراسة المنشآت الاستراتيجية حتى لاتتضرر حياة المواطنين .
وأرجع الوزير حدوث هذه الاشتباكات الى التحريض النعصري والقبلي.
وكشف عن اجتماع لرئيس مجلس الوزراء ضم مديري جهاز المخابرات العامة والاستخبارات العسكرية بجانب التواصل مع مدير عام قوات الشرطة واستعراض ماحدث بولاية كسلا ، وأكد فيصل هدؤ الأحوال قليلاً بولاية كسلا وإعلان حظر التجوال لمدة ثلاثة أيام ، معرباً عن أمله بأن تسهم اللقاءات التى تمت مع كل المكونات السياسية والاجتماعية والقبلية في تهدئة الأوضاع.
وأكد وزير الثقافة والإعلام حرص الحكومة على تعزيز قيم التعايش السلمي و الاحترام المتبادل بين المكونات الاجتماعية في شرق السودان باعتبارها كيانات محترمة ولها تاريخ مشترك من التعايش السلمي ، داعياً إلى إعلاء قيم التعايش السلمي والابتعاد عن خطاب التحريض والتعبئة من بعض السياسيين الذين يريدون استغلال المكونات القبلية لاحداث صدامات.
كما أكد وزير الثقافة والإعلام أن الحكومة ستوالي متابعة الأوضاع في شرق السودان بشكل عام ومتابعة اتصالاتها وحوارتها في إطار إعلاء قيم الحوار كوسيلة انجع لمعالجة الاشكالات والتوترات والمحافظة على هدوء الأوضاع في هذه المناطق حتى يطمئن الناس في معيشتهم وحياتهم .
وأعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة أن النيابة قد بدأت في التحقيق حول الأحداث لمعرفة المتسببين فيها لتقديمهم الى العدالة .
وناشد وزير الثقافة والإعلام القيادات السياسية والاجتماعية والقبلية لإعلاء قيم التعايش السلمي والتصدي للمجموعات التى تحاول تعبئة المجموعات السكانية ضد بعضها البعض وتبني الحوار والتفاوض لحل هذه المشكلات.
وفي سياق متصل أوضح وزير الثقافة والإعلام أنه وطوال الايام الماضية لم تتوقف اللقاءات والاجتماعات مع قوى الحرية والتغيير واللجان الاقتصادية الرئيسية أو اللجان الفرعية مع المسؤولين الحكوميين خاصة في القطاع الاقتصادي ، موضحاً أن الحوار كله يدور حول وجود أزمة اقتصادية طاحنة والبدائل المطروحة من قبل الحكومة وقوى الحرية والتغيير لتقديم البديل الافضل بما يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي في البلاد .
وأعلن وزير الإعلام أن رئيس الوزراء عقد عدداً من الاجتماعات وتتصل جهوده في متابعة الأوضاع الاقتصادية ، موضحاً أن المشاورات مع قوى الحرية والتغيير متواصلة ، كاشفاً عن اجتماع مشترك بين الحكومة وقوى الحرية والتغيير يوم السبت المقبل لشرح الوضع الاقتصادي وماوصلت إليه المفاوضات والخيارات المتاحة أمامها.
وفي سياق آخر كشف وزير الثقافة والإعلام عن وصول وفود المقدمة لأطراف عملية السلام إلى البلاد ودخولها في اجتماعات وحوارات مع أجهزة الحكومة وقوى الحرية والتغيير ، معلناً عن إجازة الاجتماع المشترك لمجلسي السيادة والوزراء اتفاق السلام ووجه بضرورة المواءمة بين بنود الاتفاق والوثيقة الدستورية باعتبار أن الوثيقة الدستورية تنص على تضمين اتفاق السلام في الوثيقة الدستورية ، وكشف الأستاذ/ فيصل عن تكون لجان ممثلة فيها الحكومة والأطراف الموقعة على اتفاق السلام مشيراً إلى أن قوى الحرية والتغيير تعمل منذ أكثر من يومين في عملية المواءمة للبدء في تنفيذ اتفاق السلام.
وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة أن تنفيذ الاتفاق ستواجهه صعوبات وعقبات كبيرة ، موضحاً أن الحكومة تنظر الى السلام كقيمة أعلى من اي ثمن مدفوع وأضاف قائلاً "ندرك تماماً انو الناس إذا وسعوا الأفق والنظر لعملية السلام والمواطنين السودانيين المستفيدين من عملية السلام سيسترخصوا اي ثمن يمكن أن يُدفع في هذا الاتجاه "، مشيراً إلى مواصلة المجهودات للفراغ من هذا الجانب للبدء الفعلى في عملية تنفيذ اتفاق السلام.
وأكد وزير الإعلام أن عائدات السلام ستنعكس على حياة الناس وستجذب الأطراف غير الموقعة ، معلناً في هذا الصدد عن مواصلة الاتصال مع الحركة الشعبية شمال بقيادة القائد عبدالعزيز الحلو والاتفاق على البدء في الورش غير الرسمية التى تم الاتفاق عليها في لقاء أديس أبابا و تحديد الخبراء من الطرفين والقضايا التى سيتم مناقشتها والتي من بينها موضوع علاقة الدين بالدولة ، معلناً عن بداية الورش غير الرسمية في ٢١ أكتوبر الجاري بحضور ومشاركة الوسطاء وستتواصل الورش حول بقية القضايا للوصول إلى تفاهمات مشتركة للبدء بعدها في التفاوض الرسمي.
وجدد الناطق الرسمي باسم الحكومة الدعوة لحركة جيش تحرير السودان بقيادة القائد عبدالواحد محمد نور للحاق بركب السلام ، معلناً عن ترحيب الحكومة بوصوله الى السودان في اي وقت واستعدادها لتقديم اي تسهيلات لذلك وجاهزيتها لاستقبال اي افكار مطروحه من قبله أو من قبل اي طرف في سبيل الوصول إلى سلام شامل وكامل بحيث لاتبقي هناك بندقية مرفوعة في اي جزء من السودان لتهنأ بلادنا بوضع مستقر والعبور إلى آفاق التنمية والاستقرار.